التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٤٣٨
من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وفيه في حديث قال: له بعض الزنادقة وأجد الله يخبر أنه يتلو نبيه شاهد منه وكان الذي تلاه عبدة الأصنام برهة من دهره. فقال عليه السلام: وأما قوله: (ويتلوه شاهد منه) فذلك حجة الله أقامها الله على خلقه وعرفهم أنه لا يستحق مجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا من يقوم مقامه، ولا يتلوه إلا من يكون في الطهارة مثله بمنزلته لئلا يتسع من ماسه رجس الكفر في وقت من الأوقات انتحال الاستحقاق لمقام الرسول، وليضيق العذر، على من يعينه على إثمه وظلمه إذ كان الله حظر على من مسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله تعالى لإبراهيم (لا ينال عهدي الظالمين) أي المشركين لأنه سمى الشرك ظلما بقوله (إن الشرك لظلم عظيم)، فلما علم إبراهيم أن عهد الله لا ينال عبدة الأصنام، قال: (واجنبني وبنى أن نعبد الأصنام) واعلم أن من آثر المنافقين على الصادقين والكفار على الأبرار، فقد افترى على الله إثما عظيما إذ كان قد بين في كتابه الفرق بين المحق والمبطل، والطاهر والنجس، والمؤمن والكافر، وأنه لا يتلو النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند فقده إلا من حل محله صدقا وعدلا، وطهارة وفضلا. وفي المجمع: عن الحسين بن علي عليه السلام (الشاهد من الله):
محمد.
أقول: وعلى هذا من كان على بينة يعم كل مؤمن مخلص ذا بصيرة في دينه، وهذا لا ينافي نزوله في النبي والوصي، وإلى التعميم نظر من فسر الشاهد: بالقرآن، أي شاهد من الله يشهد بصحته. أولئك يؤمنون به: بالقرآن أو بالرسول. ومن يكفر به من الأحزاب: من أهل مكة ومن تحزب معهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فالنار موعده: يردها لا محالة.
في المجمع: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمع بي أحد من الأمة لا يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار. فلا تك في مرية منه: من القرآن أو الموعد.
والعياشي: عن الصادق عليه السلام من ولاية علي عليه السلام. إنه الحق من
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»
الفهرست