دينكم فقاتلوا أئمة الكفر أنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أعذرني الله من طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم (وإن نكثوا أيمانهم)، الآية وفي معناه أخبار كثيرة.
(13) ألا تقاتلون قوما: تحريض على القتال. نكثوا أيمانهم: التي حلفوها مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين على أن لا يعاونوا عليهم فعاونوا. وهموا بإخراج الرسول: حين تشاوروا في أمره بدار الندوة حتى أذن الله له في الهجرة فخرج بنفسه على ما سبق ذكره في قوله: (وإذ يمكر بك الذين كفروا). وهم بدأوكم أول مرة بالمعاداة والمقاتلة، والبادي أظلم، فما يمنعكم أن تقاتلوهم بمثله. أتخشونهم (1): أتتركون قتالهم خشية أن ينالكم مكروه منهم؟. فالله أحق أن تخشوه: فقاتلوا أعداءه، ولا تتركوا أمره. إن كنتم مؤمنين: فإن المؤمن لا يخشى إلا ربه.
(14) قاتلوهم: أمر بالقتال بعد بيان موجبه والتوبيخ على تركه. يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم: وعد لهم إن قاتلوهم بالنصر عليهم، والتمكن من قتلهم وإذلالهم. ويشف صدور قوم مؤمنين.
(15) ويذهب غيظ قلوبهم: لما لقوا منهم من المكروه، وقد أنجز الله هذه المواعيد كلها، والآية من دلائل النبوة.
والعياشي: عن أبي الأعز التيمي قال: كنت واقفا يوم صفين إذ نظرت إلى العباس بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب وهو شاك في السلاح إذ هتف به هاتف من أهل الشام يقال له عرار بن أدهم: يا عباس هلم إلى البراز ثم تكافحا (2) بسيفهما مليا (3) لا