التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٢٦
يصل واحد منهما إلى صاحبه لكمال لامته إلى أن حط العباس درع الشامي فأهوى إليه بالسيف انتظم به جوانح الشامي فخر الشامي صريعا وكبر الناس تكبيرة ارتجت لها الأرض، فسمعت قائلا يقول: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) الآية، فالتفت فإذا هو أمير المؤمنين ويتوب الله على من يشاء: استئناف أخبار بأن بعضهم يتوب عن كفره، وقد كان ذلك أيضا. والله عليم: بما كان وما سيكون. حكيم: لا يفعل إلا ما فيه الحكمة.
(16) أم حسبتم أن تتركوا: أم منقطعة، وفي الهمزة معنى التوبيخ، يعني إنكم لا تتركون على ما أنتم عليه. ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم: ولم يتبين المخلصون منكم، وهم المجاهدون في سبيل الله لوجه الله. ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة: يعني المخلصين غير المتخذين من دونهم بطانة يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم، ولما دلت على أنه متوقع قيل: أراد بنفي العلم: نفي العلوم.
والقمي: أي لما يرى فأقام العلم مقام الرؤية، لأنه قد علم قبل أن يعلموا.
وعن الباقر عليه السلام يعني بالمؤمنين آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم والوليجة: البطانة.
وفي الكافي: عنه عليه السلام يعني بالمؤمنين الأئمة عليهم السلام.
وعنه عليه السلام: لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين، فإن كل سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع إلا ما أثبته القرآن.
وعن أبي محمد الزكي عليه السلام الوليجة: الذي يقام دون ولي الأمر، والمؤمنون في هذا الموضع: هم الأئمة عليهم السلام الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم.
والله خبير بما تعملون: يعلم غرضكم منه.
(17) ما كان للمشركين: ما صح لهم ولا استقام. أن يعمروا مساجد الله: شيئا من المساجد فضلا عن المسجد الحرام، وقرئ بالتوحيد. شاهدين على أنفسهم بالكفر:
بإظهار الشرك، ونصب الأصنام حول البيت.
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست