التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٢
الاخبار بالمتون دون الأسانيد، ويأخذ العلم من الله لا من الأساتيذ حتى يتأتى له تمييز الصافي من الكدر، وتخريج الشافي من المضر، فينقر الأخبار التفسيرية المعصومية نقرا حتى تصفوا عما يوهم غبارا في البيان، ويبقرها بقرا إلى أن يخرج من خاصرتها ما يناسب فهم أبناء الزمان، يجمع شتاتها من كتب متعددة، ويؤلف متفرقاتها من مواضع متبددة، ويفردها من كلام كثير ليس لأكثره مدخل في التفسير ويلفقها من غير واحد بحذف الزوائد، بحيث يزيل الإبهام لا أن يزيد إبهاما على إبهام، على نحو لا يخرج عن مقصود الامام ولا يفوت شيئا من لطائف الكلام، وقد جاءت الرخصة عنهم في نقل حديثهم بالمعنى إذا لم يخل بالمرام، وأن يعمم في تفسيره المعنى والمفهوم في كل ما يحتمل الإحاطة والعموم، لأن التناقض والتضاد الموهومين في الأخبار إنما يرتفعان بذلك في الغالب، وفهم أسرار القرآن يبتني على ذلك للطالب، فإن نظر أهل المعرفة إنما يكون في العلوم إلى الحقائق الكلية دون الافراد، فما ورد في الأخبار من التخصيص فإنما ورد للأفهام القاصرة على خصوص الآحاد للاستيناس إذ كان كلامهم مع الناس على قدر عقول الناس، وقد عمم مولانا الصادق (عليه السلام) لآية التي وردت في صلة رحم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صلة كل رحم ثم قال ولا تكونن ممن يقول في الشئ إنه في شئ واحد، وهذا نهي عن التخصيص فضلا عن الاذن في التعميم وهذا هو المعنى بالتأويل كما يأتي بيانه نقلا عن المعصوم ثم تحقيق معناه ببسط من الكلام انشاء الله وأن يأتي بذكر القصص التي يتوقف عليها فهم الآيات، وتعاطيها دون ما لا مدخل له فيها، وأن يترك ما يبعد عن الافهام في طي الأخبار، ويذره في سنبله من غير نقل ولا إنكار، امتثالا لما ورد فيما رواه مولانا الباقر (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال إن حديث آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان فما عرض عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم وعرفتموه فخذوه وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413