القول في سورة النور (بسم الله الرحمن الرحيم) قوله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) ذكرا في الرفع وجهين: أحدهما الابتداء والخبر محذوف وهو إعراب الخليل وسيبويه والتقدير وفيما فرض عليك الزانية والزاني أي جلدهما. الثاني أن يكون الخبر فاجلدوا ودخلت الفاء لكون الألف واللام بمعنى الذي وقد ضمن معنى الشرط. قال أحمد: وإنما عدل سيبويه إلى هذا الذي نقله عنه لوجهين لفظي ومعنوي: أما اللفظي فلان الكلام أمر وهو يخيل اختيار النصب ومع ذلك قراءة العامة فلو جعل فعل الامر خبرا وبنى المبتدأ عليه لكان خلاف المختار عند الفصحاء فالتجأ إلى تقدير الخبر حتى لا يكون المبتدأ مبنيا على الامر فخلص من مخالفة الاختيار وقد مثلهما سيبويه في كتابه بقوله تعالى " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار " الآية، ووجه التمثيل أنه صدر الكلام بقوله " مثل الجنة " ولا يستقيم جزما أن يكون قوله
(٤٦)