الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٣
قوله تعالى (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) قال: إن قلت: قد ناقض هذا قوله - فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون - الخ) قال أحمد: يجب أن لا يسلك هذا المسلك في إيراد الأسئلة عن فوائد الكتاب العزيز الذي - لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد - وسؤال الأدب أن يقال:
قصر فهمي عن الجمع بين هاتين الآيتين فما وجهه، ولو سأل سائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن شئ من كتاب الله تعالى بهذه الصيغة لأوجع ظهره بالدرة. عاد كلامه إلى جواب السؤال، قال (وجه الجمع بينهما أن يحمل ذلك على اختلاف موقف القيامة الخ) قال أحمد: وكثيرا ما ينتهز الزمخشري الفرصة في إنكار الشفاعة ويشمر ذيله للرد على القائلين بها إذا انتهى إلى مثل قوله - ولا تنفعها شفاعة - لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة - ويتغافل حينئذ عن طريق الجمع بين ما ظاهره نفى الشفاعة وبين ما ظاهره ثبوتها بحمل الامر على اختلاف الأحوال في القيامة، والله الموفق
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 41 42 43 45 46 47 48 49 ... » »»