الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٥
قوله عز وجل (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به) قال فيه (لا برهان له به إما صفة لازمة أو كلام معترض لان في الصفة إفهاما لان إلها سوى الله يمكن أن يكون به برهان الخ) قال أحمد: إن كان صفة فالمقصود بها التهكم بمدعى إله مع الله كقوله - بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا - فنفى إنزال السلطان به وإن لم يكن في نفس الامر سلطان لا منزل ولا غير منزل، ومن جنس مجئ الجملة بعد النكرة وصرفها عن أن تكون صفة لها ما قدمه عند قوله تعالى - فاجعل بيننا وبينك موعدا - لا نخلفه نحن ولا أنت - حيث أعرب الزمخشري موعدا مصدرا ناصبا لمكان سوى. واعترضه بأن المصدر الموصوف لا يعمل إلا على كره. واعتذرت عنه بصرف الجملة عن أن تكون صفة وجعلها معترضة مؤكدة لمعنى الكلام، والله أعلم.
(٤٥)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 41 42 43 45 46 47 48 49 53 ... » »»