الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ١١١
قوله تعالى (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) الآية، قال (معناه كلمه بغير واسطة الخ) قال أحمد:
وهذا تصريح منه بخلق الكلام كما هو معتقد المعتزلة. والذي يخص به هذه الآية من وجوه الرد عليه أنها سيقت مساق الامتنان على موسى باصطفاء الله له وتخصيصه إياه بتكليمه، وكذلك قال تعالى بعد آيات منها - إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين - فلو كان تكليم الله له بمعنى خلق الحروف والأصوات في بعض الأجرام واستماع موسى لذلك لكان كل أحد يساوى موسى عليه السلام في ذلك، بل كان آحاد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام آثر بهذه المزية وأحق بالخصوصية من موسى عليه السلام، لأنهم سمعوا الكلام على الوجه المذكور من أفضل الأجرام وأزكاها خلقا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مزيتهم أظهر وخصوصيتهم أوفر، ونحن نعلم ضرورة من سياق هذه الآية تمييز موسى عليه الصلاة والسلام بهذه المزية، فلا
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 111 112 113 114 115 116 ... » »»