الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ١٠٨
وإلا لكان عين مذهب الخليل، والذي يحقق ذلك أن سيبويه قال أول هذا الباب: وأما حيث وإذا فلا يجازى بهما حتى يضم إليهما ما فتصير إذ مع بمنزلة إنما وكأنما، وليست ما فيهما بلغو ولكن كل واحدة منهما مع ما بمنزلة حرف واحد، فانظر قوله: وليست ما فيهما بلغو: يعني ليست زائدة مؤكدة ولكن لها حظ في اقتضاء الجزاء حتى لا يفيده إلا اجتماع جزأي الكلمة ويبقى وراء ذلك نظر في أن سيبويه هل أراد أن ما ضمت إليه مه التي هي الصوت أو إلى ما الجزائية؟ والظاهر من مراده أن انضمامها إلى الصوت لأنها لو كانت منضمة إلى ما الجزائية لكانت مستقلة بإفادة الجزاء قبل انضمام ما إليها ولا تكون مثل إذا وحيث، ولا يكون تنظير سيبويه مطابقا، وهذا الذي فهمه ابن طاهر وتبعه فيه تلميذه ابن خروف، وعزا ابن خروف هذا المذهب إلى سيبويه، ورد قول ابن بابشاذ أن هذا المذهب للخليل خاصة، وقد تواطأ ابن بابشاذ والزمخشري على نفي هذا المذهب عن سيبويه واعتزائه.
(١٠٨)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)، الطهارة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 103 105 106 107 108 109 111 112 113 114 ... » »»