الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ١٠٩
إلى غيره. وأظهر ما قوى به مذهب الخليل والله أعلم أن هذه الكلمة استعملت في الاستفهام حسب استعمالها في الجزاء، وأنشدوا:
مهما لي الليلة مهماليه * أودى بنعلي وسرباليه أراد مالي الليلة. ولا إشكال ههنا أنها ما الاستفهامية كررت تأكيدا كما يقولون لا لا ونعم نعم، ثم استكره تكرار اللفظ بعينه فقلبت ألف الأولى هاء، وقد جاء قلب الاستفهامية وإن لم يكن تكرارا فهو معه أجدر، وإذا وضح أن مهما الواقعة في الاستفهام أصلها ما مكررة كان ذلك أوضح دليل على أن الواقعة في الجزاء كذلك، والاستشهاد بالنظائر أميز حجج العربية والله أعلم. وأما رد الزمخشري على من زعم أنها بمعنى متى فرد صحيح، والآية أصدق شاهد على رده، فإن الضمير المجرور فيها عائد إلى مهما حتما، وقد اتصل به مفسرا له قوله: من آية دل على أن الضمير واقع على الآية، فلزم وقوع مهما عليها ضرورة اتحاد المرجع في الضمير ومظهره، فذهاب هذا القائل إلى إيقاع مهما على الوقت زاعما أنها بمعنى متى ما ذهاب عن الصواب، وعذر الزمخشري واضح في الرد على تسجيله وإغلاظ النكير عليه وتفويق سهام التشنيع إليه، فتأمل هذا الفصل ففيه إنارة للسبيل وشفاء للغليل، والله الموفق.
(١٠٩)
مفاتيح البحث: الزمخشري (2)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 105 106 107 108 109 111 112 113 114 115 ... » »»