الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٨٥
قوله تعالى (قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين. قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين) قال (إن قلت: لم قال ليس بي ضلالة ولم يقل ضلال الخ)؟ قال أحمد: تعليله كون نفيها أبلغ من نفي الضلال بأنها أخص منه غير مستقيم والله أعلم، فإن نفي الأخص أعم من نفي الأعم، فلا يستلزمه ضرورة أن الأعم لا يستلزم الأخص بخلاف العكس، ألا تراك إذا قلت: هذا ليس بإنسان، لم يستلزم ذلك أن لا يكون حيوانا، ولو قلت: هذا ليس بحيوان لاستلزم أن لا يكون إنسانا، فنفي الأعم كما ترى أبلغ من نفي الأخص. والتحقيق في الجواب أن يقال: الضلالة أدنى من الضلال وأقل، لأنها لا تطلق إلا على الفعلة الواحدة منه، وأما الضلال فينطلق على القليل والكثير من جنسه، ونفي الأدنى أبلغ من نفي الأعلى، لا من حيث كونه أخص وهو من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى، والله أعلم.
قوله تعالى (ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي) الآية، قال (إن قلت: كيف موقع قوله أبلغكم؟ قلت: فيه وجهان الخ) قال أحمد: وقد استدرك ابن جني قول أبي الطيب * أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي * عدولا عن لفظ الغيبة لو كان إلى أدبه، وهذه الآية والرجز العلوي كفيلان بتحسين ما ارتكبه أبو الطيب
(٨٥)
مفاتيح البحث: الضلال (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 79 80 83 84 85 86 90 91 93 95 ... » »»