(قوله قال: فإن قلت: لم حذف العاطف من قوله تعالى في قصة هود هذه قال يا قوم ولم يقل فقال؟ قلت لأنه أخرج الكلام جوابا عن سؤال سائل، كأنه قيل فما قال هود حينئذ؟ قيل قال يا قوم، وكذلك قال الملأ) قال أحمد: وحذف العاطف من المقاولة ألا ترى قوله في سورة الشعراء حكاية عن تقاول موسى عليه السلام وفرعون كيف أسقط ذكر العاطف منه على كثرة الأقوال المعددة فيها، والسر في ذلك والله أعلم أن العاطف ينتظم الجمل حتى يصيرها كالجملة الواحدة فأجتنب لإرادة استقلال كل واحدة منها في معناها، والله أعلم.
(٨٦)