الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٥٨
قوله تعالى (ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون. فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين) قال (معناه ذلك الجزاء جزيناهم ببغيهم بسبب ظلمهم الخ) قال أحمد: هذه الآية وردت فيمن كفر وافترى على الله، ووعيد الكافر باتفاق واقع به غير مردود عنه، وأهل السنة وإن قالوا يجوز العفو عن العاصي الموحد فلا يقولون إن ذلك حتم ولا يلزمهم ذلك، لأن الله تعالى حيث توعد المؤمنين العصاة علق حلول الوعيد بهم بالمشيئة وأخبر أنه يغفر لمن يشاء منهم، فمن ثم اعتقدنا أن كل موحد عاص في المشيئة، وحيث أطلق وعيدهم في بعض الظواهر فهو محمول على المقيد فلا يلزمهم حينئذ اعتقاد الخلف في الخبر، والزمخشري إنما يدندن حول إلزامهم ذلك وأنى له؟
قوله تعالى (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 53 54 55 56 58 59 60 61 63 65 ... » »»