الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٥١
إلا ما شاء ربك زيادة تبلغ الغاية وتنتهي إلى أقصى النهاية حتى تكاد لبلوغها الغاية ومباينتها لأنواع العذاب في الشدة تعد ليست من جنس العذاب وخارجة عنه، والشئ إذا بلغ الغاية عندهم عبروا عنه بالضد كما تقدم في التعبير عن كثرة الفعل برب وقد وهما موضوعان لضد الكثرة من القلة، وذلك أمر يعتاد في لغة العرب، وقد حام أبو الطيب حوله فقال:
لقد جدت حتى كاد يبخل حاتم * إلى المنتهى (1) ومن السرور يكاد فكأن هؤلاء إذا بلغوا إلى غاية العذاب ونهاية الشدة فقد وصلوا إلى الحد الذي يكاد أن يخرج من اسم العذاب المطلق حتى يسوغ معاملته في التعبير بمعاملة المغاير، وهو وجه حسن لا يكاد يفهم من كلام الزجاج إلا بعد هذا البسط، وفي تفسير ابن عباس رضي الله عنه ما يؤيده، والله الموفق.

(1) قوله (إلى المنتهى الخ) كذا في الأصل، وحرر العبارة فهي غير مستقيمة اه‍ مصححه.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 50 51 53 54 55 56 58 ... » »»