قوله تعالى (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) قال (المفاتح استعارة لأن المفاتح يتوصل بها إلى ما في المخازن الخ) قال أحمد: إطلاق التوصل على الله تعالى ليس سديدا، فإنه يوهم تجدد وصول بعد تباعد، إذ قول القائل يوصل زيد إلى كذا يفهم أنه وصل بعد تكلف وبعد والله تعالى مقدس عن ذلك، والغائب كالحاضر في علمه، والعلم بالكائن هو العلم بما سيكون لا يتغاير ولا يختلف، وليس لنا أن نطلق مثل هذا الاطلاق إلا عن ثبت، والله الموفق. عاد كلامه، قال (ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس عطف على ورقة وداخل في حكمها الخ) قال أحمد: وفائدة هذا التكرير التطرية لما بعد عهده، لأنه لما عطف على ورقة بعد أن سلف الإيجاب المقصود للعلم في قوله إلا يعلمها وكانت هذه المعطوفات داخلة في إيجاب العلم وهو المقصود
(٢٤)