والندم في الآخرة، إذ حق عليهم العذاب واعترفوا بالحق وقالوا القول المذكور. وهذا يرشد إلى أنه كلام صحيح المعنى، فلما فطن الزمخشري لذلك شرع في تقرير تخطئتهم في هذا القول في الآخرة كما خطأهم في الدنيا ليتم له اعتقاد أن الله يشاء ما لا يكون ويكون ما لا يشاء، ومن ذلك هداية الكفار، فإن الله تعالى يشاؤها في الدنيا لكنها لم تكن، وأنى له ذلك وسياق الآية يصوب الكلام المذكور وينذر الغافلين عنه في الدنيا ويحذرهم من التورط فيما يؤدي إلى هذا الندم حيث لا ينفع ويجر إلى هذه الحسرة إذ لا ينجع، كما أورد كلام الشيطان عقيب ذلك حين يعترف بالحق في دار الحق وحيث لا ينفعه إيمانه فيقول - إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم - إلخ. وإنما سيق تحذيرا وإنذارا اتفاقا، والله الموفق.
قوله تعالى (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم) إلخ. قال (روي أن الشيطان يقوم عند ذلك خطيبا إلخ) قال أحمد: قد حمل قول الكفار في الآية الأولى على إبطال الانتحال لأنه