الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٣٨٤
قوله تعالى (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله) قال (إن قلت: لم قدم المفعول الثاني على الأول إلخ) قال أحمد: وفيما قاله نظر، لأن الفعل متى تقيد بمفعول انقطع إطلاقه، فليس تقديم الوعد في الآية دليلا على إطلاق الفعل باعتبار الموعود حتى يكون ذكر الرسل بائنا كالأجنبي من الإطلاق الأول، ولا فرق في المعنى الذي ذكره بين تقديم ذكر الرسل وتأخيره ولا يفيد تقديم المفعول الثاني إلا الإيذان بالعناية في مقصود المتكلم والأمر بهذه المثابة في الآية، لأنها وردت في سياق الإنذار والتهديد للظالمين بما توعدهم الله تعالى به على ألسنة الرسل فالمهم في التهديد ذكر الوعيد. وأما كونه على ألسنة الرسل فذلك أمر لا يقف التخويف عليه، ولا بد حتى لو فرض التوعد من الله تعالى على غير لسان رسول لكان الخوف منه حسيبا كافيا، والله أعلم.
(٣٨٤)
مفاتيح البحث: الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 378 384 385 386 388 393 394 ... » »»