الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٣٢٧
البرهان، فإن كان الزمخشري يعرض بأهل السنة فقد بينا معتقدهم، وإن كان يعرض بالمجبرة والحشوية حقيقة فشأنه وإياهم. عاد كلامه، قال (وقوله - ذلك ليعلم إني لم أخنه بالغيب الخ - من كلام يوسف عليه السلام، والمعنى: أن ذلك الجد في ظهور البراء ليعلم الخ) قال أحمد: وإرادته لعموم الأحوال أدخل في تنزيهه وأدل على أن الغرض بهذا الكلام التواضع منه والتبري من تزكية النفس، فهو أدل على هذا المعنى من حمله على الحادثة الخاصة والله أعلم. عاد كلامه، قال (وقيل ذلك كله كلام امرأة العزيز أي ذلك الذي قلت الخ) قال أحمد:
وإنما يجرى الكلام على هذا الوجه إذا ألجأ إليه محوج كقوله - فماذا تأمرون - إذ لا يمكن جعله من قول الملأ بوجه، فتعين أن يصرف الضمير عنه إلى فرعون، وأما هذه الآية فهي تتلو قوله - وإنه لمن الصادقين - إلى ما قبل ذلك من الضمائر العائدة إلى يوسف عليه السلام قطعا، ولا ضرورة تدعو إلى حمل الضمير في ليعلم على العزيز وجعله من كلام يوسف، وقد تضمنته الآية المصدرة يقول زليخا وذلك قوله: قالت امرأة العزيز، وفى سياق الآية ما يرشد
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 317 318 324 326 327 328 330 332 337 338 ... » »»