الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٣١٨
أحمد: تقدم القول في مسألة التفضيل شافيا، والزمخشري لا يدعه التعصب للمعتقد الافسد أن يحمله على مثل هذه المشافهات يرمى بها أهل الحق فينسب إليهم الإجبار والخسار والمكابرة في الضروريات وجحد الحقائق تعكيسا، وهذا كله برآء منه وحسبه من المقابلة بذلك خطؤه في اعتقاد أن تفضيل الملك عند قائله ليس ضروريا ولا عقليا نظريا ولكن سمعيا، وقد قنع في الاستدلال على هذه العقيدة بالضرورة التي ادعى أنها مركوزة في الطباع، ثم حكم بأن كل مركوز في الطباع حق وخصوصا والكلام في طباع النساء القائلات ما هذا بشرا، وإذا كان كل مركوز في الطباع حقا فما ركز فيها حب الشهوات وإيثار العاجلة وجميع أمهات الذنوب مركوز في الطباع، أفيكون ذلك حقا إلا عند ناظر بعين الهوى أعشى في سبيل الهدى، والله ولى التوفيق.
قوله تعالى (قالت فذلكن الذي لمتنني فيه) قال (لم لم تقل فهذا وهو حاضر الخ) قال أحمد: وبهذا أجبت عما أورده من السؤال في قوله تعالى أول البقرة - ألم ذلك الكتاب - لما جعل الإشارة إلى الحروف المذكورة فقال:
إن قلت: كيف أشار إليها وهى قريبة كما يشار إلى البعيد؟ وأجاب هو بأن كل متقض بعيد، وأجب أنا بأن الإشارة بذلك إلى بعد منزلة هذا الكتاب بالنسبة إلى كتاب الله تعالى.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 313 314 315 317 318 324 326 327 328 330 ... » »»