الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٣٤١
موفقا فكلمهم مستفهما عن معرفة وجه القبح الخ) قال أحمد: ومن تلطفه بهم قوله - إذ أنتم جاهلون - كالاعتذار عنهم، لأن فعل القبيح على جهل بمقدار قبحه أسهل من فعله على علم، وهم لو ضربوا في طريق الاعتذار لم يلفوا عذرا كهذا، ألا ترى أن موسى عليه السلام لما اعتذر عن نفسه لم يزد على أن قال - فعلتها إذا وأنا من الضالين - وروى أنهم لما قالوا مسنا وأهلنا الضر وتضرعوا إليه ارفضت عيناه ثم قال هذا القول. وقيل أدوا إليه كتابا:
من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر، أما بعد: فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء، أما جدي فشدت يداه ورجلاه ورمى إلى النار ليحرق فجعلها الله عليه بردا وسلاما، وأما أبى فوضعت المدية في قفاه ليذبح ففداه الله، وأما أنا فكان لي ابن وكان أحب أولادي إلى فذهب به إخوته إلى البرية ثم أتوني بقميصه ملطخا بالدم وقالوا قد أكله الذئب، فذهبت عيناي من بكائي عليه، ثم كان لي ابن وكان أخاه من أمه وكنت أتسلى به فذهبوا به ثم رجعوا فقالوا إنه سرق وأنك حبسته لذلك، وإنا أهل بيت لا نسرق ولا نلد سارقا، فإن رددته على وإلا دعوت عليك دعوة تبلغ السابع من ولدك والسلام) فلما قرأ الكتاب بكى وكتب الجواب: اصبر كما
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 337 338 339 340 341 342 347 348 350 351 ... » »»