الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٥٨٢
قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما. رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) قال محمود (ومن بدع التفاسير أن كلم من الكلم الخ) قال أحمد: وإنما ينقل هذا التفسير عن بعض المعتزلة لانكار هم الكلام القديم الذي هو صفة الذات، إذ لا يثبتون إلا الحروف والأصوات قائمة بالأجسام لا بذات الله تعالى، فيرد عليهم بجحدهم كلام النفس إبطال خصوصية موسى عليه السلام في التكليم، إذ لا يثبتونه إلا بمعنى سماعه حروفا وأصواتا قائمة ببعض الاجرام، وذلك مشترك بين موسى وبين كل سامع لهذه الحروف حتى المشرك الذي قال الله فيه - حتى يسمع كلام الله - فيضطر المعتزلي إلى إبطال الخصوصية الموسوية بحمل التكليم على التجريح،
(٥٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 577 578 579 580 581 582 583 584 585 588 589 ... » »»