الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٥٩٧
قوله تعالى (وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم) قال فيه (قرأ جماعة وأرجلكم بالنصب الخ) قال أحمد: ولم يوجه الجر بما يشفي الغليل، والوجه فيه أن الغسل والمسح متقاربان من حيث إن كل واحد منهما إمساس بالعضو فيسهل عطف المغسول على الممسوح من ثم كقوله:
* متقلدا سيفا ورمحا * وعلفتها تبنا وماء باردا * ونظائره كثيرة وبهذا وجه الحذاق. ثم يقال: ما فائدة هذه الشريك بعلة التقارب، وهلا أسند إلى كل واحد منهما الفعل الخاص به على الحقيقة، فيقال فائدته الايجاز، والاختصار وتوكيد الفائدة بما ذكره الزمخشري، وتحقيقه أن الأصل أن يقال مثلا: واغسلوا أرجلكم غسلا خفيفا لا إسراف فيه كما هو المعتاد، فاختصرت هذه المقاصد بإشراكه الأرجل مع الممسوح، ونبه بهذا التشريك الذي لا يكون إلا في الفعل الواحد أو الفعلين المتقاربين جدا، على أن الغسل المطلوب في الأرجل غسل خفيف يقارب المسح وحسن إدراجه معه تحت صيغة واحدة، وهذا تقرير كامل لهذا المقصود، والله أعلم.
(٥٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 590 591 594 595 596 597 600 601 602 603 604 ... » »»