الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٥١٥
قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا) قال محمود فيه (كانوا ينكحون روابهم وناس منهم يمقتونه الخ) قال أحمد: وعندي في هذا الاستثناء سر آخر، وهو أن هذا المنهي عنه لفظاعته وبشاعته عند أكثر الخلق حتى كان ممقوتا قبل ورود الشرع جدير أن يمتثل النهي فيه:
فيجتنب، فكأنه قد امتثل النهي عنه حتى صار مخبرا عن عدم وقوعه، وكأنه قيل ما يقع نكاح الأبناء المنكوحات للآباء ولا يؤخذ منه شئ إلا ما قد سلف، وأما في المستقبل بعد النهي فلا يقع منه شئ البتة، ومثل هذا النظر جار في مثل قوله تعالى - وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله - فأجراه مرفوعا على أنه خبر وإن كان المراد النهي عن عبادة غير الله، ولكن لما كان هذا المنهي جديرا بالاجتناب وكأنه اجتنب عبر عن النهي فيه بصيغة الخبر ورفع الفعل، وقد مضى هذا التقرير بعينه ثم لم يجر مثله في هذه الآية، والله أعلم.
قوله تعالى (حرمت عليكم أمهاتكم) الآية. قال محمود (معناه تحريم نكاحهن الخ) قال أحمد: وهذا تفريع
(٥١٥)
مفاتيح البحث: النهي (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 512 513 515 516 517 518 519 520 ... » »»