الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٤١٦
قوله تعالى (زين للناس حب الشهوات) الآية. قال محمود (المزين هو الله تعالى) إلخ قال أحمد: التزيين الشهوات يطلق ويراد به خلق حبها في القلوب، وهو بهذا المعنى مضاف إلى الله تعالى حقيقة لأنه لا خالق إلا هو خالق كل شئ من جوهر ومن عرض قائم بالجوهر حب أو غيره محمود في الشرع أو لا، ويطلق التزيين ويراد به الحض على تعاطي الشهوات والأمر بها فهو بهذا الاعتبار لا يضاف إلى الله تعالى منه إلا الحض على بعض الشهوات المنصوص عليها شرعا كالنكاح المقترن بقصد التناسل واتباع السنة فيه وما يجري مجراه، وأما الشهوات المحظورة فتزيينها بهذا المعنى الثاني مضاف إلى الشيطان تنزيلا لوسوسته وتحسينه منزلة الأمر بها والحض على تعاطيها، وكلام الحسن رضي الله تعالى عنه محمول على التزيين بالمعنى الثاني لا بالمعنى الأول فإنه يحاشى أن ينسب خلق الله إلى غير الله، وإنما الزمخشري كثيرا ما يورد أمثال هذه العبارة الملتبسة تنزيلا لها على قواعد القدرية الفاسدة فتفطن لها وبرى قائلها من السلف الصالح عما يزعم الزمخشري النقل عنه والله الموفق. عاد كلامه: قال جعل الأعيان التي ذكرت شهوات إلخ. قال أحمد: يريد إلحاقها بباب رجل صوم وفطر مما يوضع فيه المعنى موضع الاسم مبالغة.
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 418 421 424 425 426 ... » »»