الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٤١٥
قوله تعالى (يرونهم مثليهم رأي العين) قال محمود (معناه يرى المشركون المسلمين مثلي عدد المشركين إلخ) قال أحمد وكذلك آيات الشفاعة المقدسة على رأي أهل السنة. عاد كلامه: قال وقيل يرى المسلمون المشركين مثلي المسلمين إلخ قال أحمد: إنما قال ذلك لأن الخطاب على قراءة نافع يكون المسلمين: أي ترونهم يا مسلمون ويكون ضمير المسلمين أيضا للمسلمين، وقد جاء على لفظ الغيبة فيلزم الخروج في جملة واحدة من الحضور إلى الغيبة والالتفات وإن كان سائغا فصيحا إلا أنه يأتي في الأغلب في جملتين، وقد جاء ههنا الكلام جملة واحدة لأن مثليهم مفعول ثان للرؤية، ولو قال القائل ظننتك يقوم على لفظ الغيبة بعد الخطاب لم يكن بذاك، فهذا هو الوجه الذي باعد الزمخشري به بين قراءة نافع وبين هذا التأويل، إلا أنه يلزم مثله على أحد وجهيه المتقدمين آنفا لأنه قال: معناه على قراءة نافع ترون يا مشركون المسلمين مثلي عددهم أو مثلي فئتكم الكافرة، فعلى هذا الوجه الثاني يلزم الخروج من الخطاب إلى الغيبة في الجلمة بعينها كما ألزمه هو على ذلك الوجه والله أعلم.
(٤١٥)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 418 421 424 425 ... » »»