الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٣٧٣
قوله تعالى (علم الله أنكم ستذكرونهن) الآية. قال محمود رحمه الله (إن قلت أين المستدرك بقوله ولكن الخ) قال أحمد رحمه الله: وقويت دلالة هذا المذكور على ما حذف لان المعتاد في مثل هذه الصيغة ورود الإباحة عقيبها، ونظير هذا النظم قوله تعالى - علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن - الآية - ولهذا الحذف سر، والله أعلم، وهو أنه اجتنب لان الإباحة لم تنسحب على الذكر مطلقا بل اختصت بوجه واحد من وجوهه، وذلك الوجه المباح عسر التميز عما لم يبح فذكرت مستثناة بقوله - إلا أن تقولوا قولا معروفا - تنبيها على أن المحل ضيق والامر فيه عسر والأصل فيه الحظر، ولا كذلك الوطء في زمن ليل الصوم فإنه أبيح مطلقا غير مقيد، فلذلك صدر الكلام بالإباحة والتوسعة، وجاء النهى عن مباشرة المعتكفة في المسجد تلوا الإباحة وتبعا في الذكر لأنها حالة فإذا، والمنع فيها لم يكن لأجل الصوم ولكن الامر يتعلق به من حيث المصاحب وهو الاعتكاف، فتفطن لهذا السر فإنه من غرائب النكت.
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 363 364 365 372 373 374 375 376 379 380 ... » »»