الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٣٨٦
ضمير كرسيه الثالث عشر ضمير ولا يئوده الرابع عشر وهو الخامس عشر العلى السادس عشر العظيم. فهذه عدة الأسماء البينة. وأما الخفي فالضمير الذي اشتمل عليه المصدر في قوله حفظهما فإنه مصدر مضاف إلى المفعول، وهو الضمير البارز ولابد له من فاعل وهو الله، ويظهر عند فك المصدر فتقول: ولا يئوده أن يحفظهما هو.
وكان الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل المرسي قد رام الزيادة على هذا العدد لما أخبرته به عن الجد رحمه الله فقال: يمكن أن يعد ما في الآية من الأسماء المشتقة كل واحد منها باثنين، لان كل واحد يتحمل ضميرا ضرورة كونه مشتقا، وذلك الضمير إنما يعود إلى الله تعالى وهى باعتبار ظهورها اسم، وقد اشتملت على آخر مضمر فيكون جملة العدد على هذا النظر أحدا وعشرين اسما، وكنت قد أجريت معه في تعدد الزيادة المذكورة وجها لطيفا وهو أن الاسم المشتق لا يتحمل الضمير بعد صيرورته بالتسمية علما على الأصح، وهذه الصفات كلها أسماء الله تعالى ثم ولو، فرضناها متحملة للضمائر بعد التسمية على سبيل التنزيل فالمشتق إنما يقع على موصوفه باعتبار تحمله ضميره. ألا تراك إذا قلت زيد كريم وجدت كريما إنما يقع على زيد لان فيه ضميره حتى لو جردت النظر إليه لم تجده مختصا بزيد بل لك أن توقعه على كل موصوف بالكرم من الناس ولا تجده مختصا بزيد إلا باعتبار اشتماله على ضميره، فليس المشتق إذا مستقلا بوقوعه على موصوفه إلا بضميمة الضمير إليه، فلا يمكن أن يجعل له حكم الانفراد عن الضمير مع الحكم برجوعه إلى معين البتة، فرضى الشيخ المذكور عن هذا البحث وصوبه، والله الموفق للصواب.
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»