الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٣٣٨
قوله تعالى (وكلوا واشربوا) الآية. قال محمود رحمه الله (قالوا فيه دليل على جواز النية بالنهار الخ) قال أحمد رحمه الله: وجه استدلالهم من الآية على الحكم الأول متعذر، لان إقران النية بأول الصوم وجودا غير معتبر باتفاق، وتقديمها من الليل وتستصحب معتبر باتفاق، فاذن لا تنافي بين الأكل والشرب إلى الفجر وبين نية الصوم المستقبل من الليل، ووجودها من الليل متقدمة على الصوم مستفاد من دليل دل عليه، وإنما لم يتم لهم الاستدلال بالآية على اعتبار النية في النهار لو كان الأكل والشرب ليلا إلى الفجر ينافي صحة استصحاب النية، وكان اقتضاء الآية لجواز الأكل والشرب إلى الفجر يمنع من اعتبار النية من الليل إلى الفجر لوجود المنافى لها ولابد منها، فيتعين أن يوقع بعد الفجر على هذا التقدير وذلك التقدير كما علمت متفق على بطلانه. وأما الاستدلال بها على الحكمين الآخرين فصحيح مستند والله أعلم. ولتفطن الزمخشري لبطلان الاستدلال بالآية على الحكم المذكور سلك سبيل النقل عنهم فقال قالوا، لا يقولها إلا في مثل هذا المعنى، ولم يسعه التنبيه على بطلان الاستدلال لأنه على وفق مذهبه.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 336 337 338 340 341 346 347 348 ... » »»