الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٣١٨
قوله تعالى (ويكون الرسول عليكم شهيدا) قال محمود رحمه الله (فإن قلت: فهلا قيل لكم شهيدا وشهادته لهم لا عليهم الخ) قال أحمد رحمه الله: وجه الاستدلال بالآية أنه وصف الله تعالى في أولها بالرقيب وفى آخرها بالشهيد على وجه التخصيص أولا ثم التعميم ثانيا، وإنما ينتظم التعميم والتخصيص مع اتحاد مؤدى الرقيب والشهيد، إذ الآية في مثل قول القائل لمن شكره كنت محسنا إلى وأنت بكل أحد محسن، وكأنه لما قال: كنت أنت الرقيب عليهم، وكان ذلك مخصصا لرقيبيته تعالى على بني إسرائيل أراد أن يصفه بما هو أهله حتى ينفى وهم الخصوصية فقال في التقدير - وأنت على كل شئ - كذلك فوضع شهيدا موضع كذلك المشار إلى رقيبيته فلا يتم الاستدلال بها إلا على هذا الوجه، وفيه غموض على كثير من الأفهام، والله الموفق.
قال محمود رحمه الله (فإن قلت لم أخرت صلة الشهادة أولا وقدمت آخرا الخ) قال أحمد رحمه الله: لأن المنة عليهم في الطرفين، ففي الأول بثبوت كونهم شهداء، وفى الثاني بثبوت كونهم مشهودا لهم بالتزكية خصوصا من هذا الرسول المعظم، ولو قدم شهيدا لانتقل الغرض إلى الامتنان على النبي عليه الصلاة والسلام بأنه شهيد، وسياق
(٣١٨)
مفاتيح البحث: الشهادة (4)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 313 315 317 318 319 320 321 323 324 ... » »»