الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٣١٣
قوله تعالى (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت) قال محمود رحمه الله (الخطاب فيه للمؤمنين بمعنى ما شاهدتم الخ) قال أحمد رحمه الله وإنما اختار على هذا التفسير أن تكون متصلة لأنه لو جعلها منقطعة كالأول لكان مضمون الكلام نفى شهود المخاطبين وهم اليهود على هذا التفسير الثاني لوفاة يعقوب والوصية بالإسلام وحينئذ يكون ذلك كإقامة حجتهم على جحد الإسلام وإنكار أن يكون الأنبياء مسلمين والرغض ضد ذلك وإنما كان الكلام يقتضى النفي حينئذ لأن الاستفهام من الله تعالى لا يحمل على ظاهره فتعين صرفه إلى الإنكار لأن السياق يقتضيه ولهذا كان نفيا لشهود المسلمين وفاة يعقوب ووصيته على التفسير الأول لا سيما والمعتاد خطاب اليهود المعاصرين للنبي عليه الصلاة والسلام بما يخاطب به أوائلهم وتنزيلا لعلمهم ورضاهم منزلة حضورهم وتعاطيهم كقوله تعالى - وإذ قتلتم نفسا - وإذ قلتم يا موسى - لي أشباه ذلك فإذا كانت أم متصلة والخطاب لليهود فقد جرى الأمر في خطابهم على المعتاد وإذا كانت منقطعة انعكس الأمر.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 299 302 304 305 313 315 317 318 319 320 ... » »»