كقوله تعالى - كم من فئة قليلة - لولا ما قصد إليه من تأكيد معنى القلة بجمعها ووجه إفادة الجمع في مثل هذا للتأكيد أن الجمع يفيد بوضعه الزيادة في الآحاد فنقل إلى تأكيد الواحد وإبانة زيادته على نظرائه نقلا مجازيا بديعا فتدبر هذا الفصل فإنه من نفائس صناعة البيان والله الموفق.
قوله تعالى (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ) الآية قال محمود رحمه الله (هذه مبالغة عظيمة لأن المحال والمعدوم يقع عليهما اسم الشئ الخ) قال أحمد رحمه الله: وتفسيره الشئ مخالف لفريقي أهل السنة والبدعة فإنه عند أهل السنة قاصر على الموجود، وعند المعتزلة يطلق على الموجود وعلى المعدوم الذي يصح وجوده فليس متناولا للمحال بحال عندهما، وقد تقدم له مثله.