تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٨٦٨
ولأن الاستغفار من التواضع لله تعالى وهضم النفس فهو عبادة في نفسه.
وعنه صلوات الله عليه: " إني لأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة " (1).
وروي أنه لما قرأها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أصحابه استبشروا وبكى العباس، فقال (عليه السلام): ما يبكيك يا عم؟ قال: نعيت إليك نفسك، قال: إنها لكما تقول، فعاش بعدها سنتين لم ير فيهما ضاحكا مستبشرا (2).
وعن عبد الله بن مسعود: لما نزلت السورة كان (عليه السلام) يقول كثيرا: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم " (3). وفي رواية أخرى:
" أستغفرك وأتوب إليك " (4). وكانت تسمى سورة التوديع (5).
(كان توابا) أي: كان في الأزمنة الماضية توابا على المكلفين إذا استغفروا، فعلى كل مستغفر أن يتوقع مثل ذلك.
* * *

(1) أخرجه أحمد في المسند: ج 5 ص 394.
(2) رواه السمرقندي في تفسيره: ج 3 ص 522 عن مقاتل.
(3) أخرجه عنه الطبري في تفسيره: ج 12 ص 732.
(4) أخرجه الطبري أيضا في تفسيره: ص 731 عن عائشة.
(5) كذا سماها ابن مسعود. راجع الكشاف: ج 4 ص 812.
(٨٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 862 863 865 866 867 868 869 870 871 873 874 ... » »»