تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٨٦٧
وعن جابر بن عبد الله أنه بكى ذات يوم، فقيل له في ذلك فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " دخل الناس في دين الله أفواجا، وسيخرجون منه أفواجا " (1).
وقيل: أراد بالناس أهل اليمن (2). ولما نزلت قال (عليه السلام): " الله أكبر، جاء نصر الله والفتح، وجاء أهل اليمن، قوم رقيقة قلوبهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية " (3) وقال: " أجد نفس ربكم من قبل اليمن " (4).
وعن الحسن: لما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة، أقبلت العرب بعضها على بعض وقالوا: أما إذا ظفر بأهل الحرم فليس لكم به يدان، وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل ومن كل من أرادهم، فكانوا يدخلون في الإسلام أفواجا من غير قتال (5).
و (يدخلون) في محل نصب على الحال من (رأيت) إذا كان بمعنى:
أبصرت أو عرفت، وإن كان بمعنى: علمت فهو في موضع المفعول الثاني له.
(فسبح بحمد ربك) فقل: سبحان الله، حامدا لله، أي: فتعجب لتيسير (6) الله تعالى لك ما لم يخطر ببال أحد، أو: فاذكره مسبحا حامدا زيادة في عبادته والثناء عليه. والأمر بالاستغفار مع التسبيح تكميل للأمر بما هو قوام أمر الدين من الجمع بين الطاعة والاحتراس من المعصية، وليكون أمره بذلك مع عصمته لطفا لأمته،

(١) أخرجه احمد بن حنبل في المسند: ج ٣ ص ٣٤٣.
(٢) قاله عكرمة ومقاتل. راجع تفسير البغوي: ج ٤ ص ٥٤١.
(3) أخرجه الطبري في تفسيره: ج 12 ص 730 عن عكرمة.
(4) رواه الماوردي في تفسيره: ج 6 ص 360 مرسلا، والبيهقي في الأسماء والصفات:
ص 462 عن سلمة بن نفيل.
(5) تفسير الحسن البصري: ج 2 ص 443.
(6) في نسخة: " لتدبير ".
(٨٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 861 862 863 865 866 867 868 869 870 871 873 ... » »»