تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٢٢
فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية (7) فهل ترى لهم من باقية (8) وجآء فرعون ومن قبله والمؤتفكت بالخاطئة (9) فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية (10) إنا لما طغا المآء حملنكم في الجارية (11) لنجعلها لكم تذكرة وتعيهآ أذن واعية (12) فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة (13) وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة (14) فيومئذ وقعت الواقعة (15) وانشقت السمآء فهى يومئذ واهية (16) والملك على أرجآئها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمنية (17) يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية (18)) (الحآقة) الساعة الواجبة المجيء الثابتة الوقوع، التي هي آتية لا ريب فيها، أو: التي هي ذات الحواق من الأمور مثل: الحساب والثواب والعقاب، أو: الصادقة الواجبة الصدق تعرف فيها الأمور على الحقيقة. وهي مرتفعة على الابتداء، وخبرها (ما الحاقة)، والأصل: [الحاقة] (1) ما هي؟ أي: أي شىء هي؟ تفخيما لشأنها وتعظيما لهولها، فوضع الظاهر موضع المضمر لذلك. (ومآ أدرك) أي شىء أعلمك (ما الحآقة): (ما) مبتدأ و (أدرك) معلق عنه لتضمنه معنى الاستفهام، والمعنى: أنها من العظم والهول بحيث لا يبلغه دراية أحد، فمن أين لك العلم بكنهها ومدى عظمها؟
والقارعة: التي تقرع الناس بالأهوال والأفزاع، وضعت موضع الضمير لتدل على معنى القرع في " الحاقة " زيادة في وصف شدتها.
ولما ذكرها وعظم أمرها أخبر سبحانه عن إهلاك من كذب بها تذكيرا لأهل

(1) زيادة يقتضيها السياق.
(٦٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 617 618 619 620 621 622 623 624 625 626 627 ... » »»