تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٣٣
خمسمائة، والمعنى: لو قطع الإنسان هذا المقدار الذي قطعته الملائكة في يوم واحد، لقطعه في هذه المدة، وهو معنى قول مجاهد (1). وقيل: إن قوله: (في يوم)، من صلة (واقع)، أي: يقع في يوم طويل مقداره خمسون ألف سنة من سنيكم، وهو يوم القيامة (2)، إما أن يكون استطالة له لشدته على الكفار، وإما لأنه على الحقيقة كذلك، قيل: فيه خمسون موطنا، كل موطن ألف سنة (3). وما قدر ذلك على المؤمن إلا كما بين الظهر والعصر.
وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: لو ولي الحساب غير الله تعالى لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل أن يفرغوا، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة.
وعنه (عليه السلام): لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقبل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار.
(فاصبر) يتعلق ب‍ (سأل سائل) لأنهم استعجلوا العذاب استهزاء وتكذيبا بالوحي، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصبر عليه.
والضمير في (يرونه) للعذاب الواقع، أو: ليوم القيامة، يريد: أنهم يستبعدونه على جهة الإحالة (و) نحن (نره قريبا) هينا في قدرتنا، غير بعيد علينا ولا متعذر.
(يوم تكون) نصب ب‍ (قريبا)، أي: يمكن ولا يتعذر في ذلك اليوم، أو:
بمضمر أي: يقع في ذلك اليوم لدلالة (واقع) عليه، أو: هو بدل عن (في يوم)، (يوم تكون السمآء كالمهل) وهو دردي الزيت، وعن ابن مسعود: كالفضة

(١) الذي حكاه عنه الشيخ الطوسي في التبيان: ج ١٠ ص ١١٥.
(٢) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 5 ص 220.
(3) قاله القمي في تفسيره: ج 2 ص 386، ورواه الكليني في روضة الكافي: ص 143 ح 108 باسناده عن حفص بن غياث عن الصادق (عليه السلام).
(٦٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 628 629 630 631 632 633 634 635 636 637 638 ... » »»