تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦١٧
أخلصوا، وعرف الله منهم الصدق فأبدلهم بها جنة يقال لها: الحيوان، فيها عنب يحمل البغل منه عنقودا (1).
(إن للمتقين عند ربهم جنت النعيم (34) أفنجعل المسلمين كالمجرمين (35) ما لكم كيف تحكمون (36) أم لكم كتب فيه تدرسون (37) إن لكم فيه لما تخيرون (38) أم لكم أيمن علينا بلغة إلى يوم القيمة إن لكم لما تحكمون (39) سلهم أيهم بذا لك زعيم (40) أم لهم شركآء فليأتوا بشركآئهم إن كانوا صدقين (41) يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون (42) خشعة أبصرهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون (43) فذرنى ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (44) وأملى لهم إن كيدى متين (45) أم تسلهم أجرا فهم من مغرم مثقلون (46) أم عندهم الغيب فهم يكتبون (47) فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم (48) لولا أن تداركه نعمة من ربهى لنبذ بالعرآء وهو مذموم (49) فاجتبه ربه فجعله من الصلحين (50) وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصرهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون (51) وما هو إلا ذكر للعلمين (52)) (جنت النعيم) جنات ليس فيها إلا التنعم الخالص لا يشوبه ما ينقصه، كما يشوب جنات الدنيا. وكان المشركون يقولون: إن كان بعث وجزاء كما يقوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن حالنا يكون مثل ما هي في الدنيا، فأخبره سبحانه أن ذلك لا يكون أبدا ثم خاطبهم على طريقة الالتفات فقال: (ما لكم كيف تحكمون)

(1) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 4 ص 381.
(٦١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 612 613 614 615 616 617 618 619 620 621 622 ... » »»