تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦١٤
بعده على معنى: لكونه متمولا مستظهرا بالبنين كذب بآياتنا، ولا يعمل فيه.
(قال) الذي هو جواب (إذا) لأن ما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله، ولكن ما دلت عليه الجملة من معنى التكذيب. وقرئ: (أن كان) على الاستفهام بهمزتين (1) وبهمزة ممدودة (2) أي: آلأن كان ذا مال كذب؟
و (الخرطوم) الأنف، والوجه أكرم موضع في الجسد، والأنف أكرم موضع من الوجه، ولذلك جعلوه مكان العزة والحمية، واشتقوا منه: الأنفة فقالوا: " حمي أنفه "، و " شمخ بأنفه "، و " الأنف في الأنف " فعبر سبحانه بالوسم على الخرطوم عن غاية الإذلال والإهانة، لأن الوسم على الوجه شين وإذالة (3)، فكيف به على أكرم موضع منه، وفي لفظ (الخرطوم) استهانة به، وقيل: معناه: سنعلمه يوم القيامة بعلامة مشوهة يبين بها عن سائر الكفرة كما عادى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عداوة بان بها عنهم (4).
(إنا بلونهم كما بلونآ أصحب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين (17) ولا يستثنون (18) فطاف عليها طآئف من ربك وهم نآئمون (19) فأصبحت كالصريم (20) فتنادوا مصبحين (21) أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صرمين (22) فانطلقوا وهم يتخفتون (23) أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين (24) وغدوا على حرد قدرين (25) فلما رأوها قالوا إنا لضآلون (26) بل نحن محرومون (27) قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون (28) قالوا سبحن ربنآ إنا كنا ظلمين (29) فأقبل

(١) قرأه حمزة وأبو بكر عن عاصم. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٤٦.
(٢) قرأه ابن عامر وحمزة برواية أبي عبيد عنه. راجع المصدر السابق.
(٣) كذا، تبعا للكشاف، ولم نجد لها وجها في كتب اللغة.
(٤) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 5 ص 207.
(٦١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 619 ... » »»