نحو: هترى، لأن اللام قريبة المخرج من التاء.
(ثم ارجع البصر كرتين) أي: ثم كرر البصر فيهن متصفحا ومتتبعا هل تجد عيبا وخللا (ينقلب إليك) أي: إن رجعت البصر وكررت النظر لم يرجع إليك بصرك بما طلبته من إدراك الخلل، بل يرجع إليك بالخسوء والحسور أي: بالبعد عن إصابة الملتمس، كأنه طرد عن ذلك طردا بالصغار والقماءة وبالإعياء والكلال لطول الترديد، ومعنى التثنية في قوله: (كرتين) التكرير بكثرة، كقولهم: لبيك وسعديك، بمعنى: إجابات كثيرة بعضها في إثر بعض، ونحوه: قولهم في المثل:
" دهدرين سعد القين " (1) أي: باطلا بعد باطل.
(السمآء الدنيا) أي: القربى إلى الناس، ومعناها: السماء الدنيا منكم (ولقد زينا السمآء الدنيا) التي اجتمعتم فيها (بمصبيح) أي: بأي مصابيح؟! لا توازيها مصابيحكم إضاءة، يريد: الكواكب، (وجعلنها رجوما) لأعدائكم الشياطين الذين يسترقون السمع، وذلك بأن ينفصل من نور الكواكب شهب تنقض لرميهم، كالقبس يؤخذ من النار والنار ثابتة، والرجوم: جمع رجم، وهو مصدر سمي به ما يرجم به، وقيل: معناه: وجعلناها ظنونا ورجوما بالغيب لشياطين الإنس وهم المنجمون (2) (وأعتدنا لهم) بعد الإحراق بالشهب في الدنيا (عذاب) الآخرة و (السعير) النار المسعرة.