تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦١٢
والوليد بن المغيرة وأضرابهما، وهو مثل قوله: ﴿سيعلمون غدا من الكذاب الأشر﴾ (1).
(إن ربك هو أعلم) بالمجانين على الحقيقة، وهم الذين ضلوا (عن سبيله وهو أعلم) بالعقلاء وهم المهتدون، أو: يكون وعيدا ووعدا، وإنه أعلم بجزاء الفريقين.
وعن الضحاك: لما رأت قريش تقديم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا قالوا: افتتن به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنزل الله تعالى: (ن والقلم) إلى قوله (بمن ضل عن سبيله)، وهم النفر الذين قالوا ما قالوا (وهو أعلم بالمهتدين) علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).
(فلا تطع المكذبين) تهييج وإلهاب للتصميم على معاصاتهم فيما يريدون.
(ودوا لو تدهن) تلين وتصانع (فيدهنون) أي: فهم يدهنون حينئذ، أو: ودوا إدهانك فهم الآن يدهنون لطمعهم في إدهانك.
(ولا تطع كل حلاف) كثير الحلف في الحق والباطل، وكفى به زجرا لمن اعتاد الحلف (مهين) من المهانة، وهي القلة والحقارة، يريد: القلة في الرأي والتدبير، أو: أراد الكذاب لأ نه حقير عند الناس. (هماز) عياب طعان، وعن الحسن: يلوي بشدقيه في أقفية الناس (3) (مشآء بنميم) قتات نقال للحديث من قوم إلى قوم على وجه السعاية والإفساد بينهم، والنميم والنميمة: السعاية. (مناع للخير) بخيل، والخير: المال، وعن ابن عباس: مناع عشيرته عن الإسلام وهو الوليد بن المغيرة، كان موسرا وله عشرة بنين فكان يقول لهم وللحمية: من أسلم

(١) القمر: ٢٦.
(٢) أخرجه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٥٩ ح 1006 بالإسناد عنه، والسيد البحراني عنه أيضا في غاية المرام: ص 441 ب 233.
(3) حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج 6 ص 63.
(٦١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 606 607 609 610 611 612 613 614 615 616 617 ... » »»