تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٠
خلقنه بقدر (49) ومآ أمرنآ إلا وا حدة كلمح بالبصر (50) ولقد أهلكنآ أشياعكم فهل من مدكر (51) وكل شىء فعلوه في الزبر (52) وكل صغير وكبير مستطر (53) إن المتقين في جنت ونهر (54) في مقعد صدق عند مليك مقتدر (55)) (أكفاركم) يا أهل مكة (خير) وأقوى (من أولئكم) الكفار المعدودين:
قوم نوح وهود وصالح ولوط وآل فرعون؟ أي: أهم خير قوة وآلة ومكانة في الدنيا أو أقل كفرا وعنادا؟ والمراد: أن هؤلاء مثل أولئك بل شر منهم (أم) أنزلت (لكم برآءة) في الكتب المتقدمة: أن من كفر منكم وكذب الرسل كان آمنا من عذاب الله فآمنتم بتلك البراءة؟ (نحن جميع) أي: جماعة أمرنا مجتمع (منتصر) ممتنع لا نرام ولا نضام.
ويروى (1): أن أبا جهل ضرب فرسه يوم بدر وقال: نحن ننتصر اليوم من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه، فنزلت: (سيهزم الجمع) يريد: كفار مكة (ويولون الدبر) أي: الأدبار، كما قال:
كلوا في بعض بطنكم تعفوا (2) أي: ينهزمون فيولونكم أدبارهم، وكانت هذه الهزيمة يوم بدر. (بل الساعة) أي: يوم القيامة (موعدهم) للعذاب (والساعة أدهى) وأشد وأفظع، (وأمر) من الهزيمة والقتل والأسر ببدر.
(في ضلل وسعر) أي: هلاك ونيران، أو: في ضلال عن الحق في الدنيا

(١) رواه مقاتل. راجع تفسير القرطبي: ج ١٧ ص ١٤٦.
(2) وعجزه: فإن زمانكم زمن خميص. لم نعثر على قائله، وفيه دعوة إلى العفة عن مسائلة الناس أن يطعموهم شيئا. أنظر خزانة الأدب للبغدادي: ج 7 ص 559 وما بعده.
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 473 474 475 476 ... » »»