تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٥
منهمر) منصب في كثرة وتتابع، لم ينقطع أربعين يوما. (وفجرنا الأرض) شققناها بالماء (عيونا) أي: جعلنا الأرض كلها كأنها عيون متفجرة (1)، (فالتقى المآء) أي: مياه السماء والأرض (على أمر قد قدر) على حال قدرها الله كيف شاء، وقيل: على حال جاءت مقدرة مستوية، وهي أن قدر ما أنزل من السماء كقدر ما أخرج من الأرض سواء بسواء (2).
(على ذات ألوح ودسر) يعني: السفينة، وهي صفة نائب مناب الموصوف، ونحوه قول الشاعر:
... ولكن * قميصي مسرودة من حديد (3) أراد: ولكن قميصي درع. والدسر: جمع دسار وهو المسمار، فعال من دسره:
إذا دفعه. (تجرى بأعيننا) أي: بمرأى منا (جزآء) مفعول له، أي: فعلنا ذلك (جزآء لمن كان كفر) وهو نوح (عليه السلام)، جعله مكفورا لأن الرسول نعمة من الله ورحمة، فكان نوح نعمة مكفورة. (ولقد تركنها) الضمير للسفينة أو للفعلة (ءاية) يعتبر بها، والمدكر: المعتبر. و " النذر ": جمع نذير وهو بمعنى الإنذار.
(ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر (17) كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر (18) إنآ أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر (19) تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر (20) فكيف كان عذابى ونذر (21) ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر (22) كذبت ثمود بالنذر (23) فقالوا أبشرا منا وا حدا نتبعه إنآ إذا لفي ضلل

(1) في بعض النسخ: " تنفجر ".
(2) قاله ابن قتيبة. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 412.
(3) وصدره: مفرشي صهوة الحصان ولكن. لم نعثر على قائله، يريد أنه من أهل الغزو والتجلد في المعيشة ولم يكن من أهل التنعم والترف. راجع شرح شواهد الكشاف: ص 56.
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»