تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٤
وكلما قرأ (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) قال: لا بشيء من آلائك رب أكذب " (1).
وعن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لكل شىء عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن " (2).
بسم الله الرحمن الرحيم (الرحمن (1) علم القرءان (2) خلق الانسن (3) علمه البيان (4) الشمس وا لقمر بحسبان (5) والنجم والشجر يسجدان (6) والسمآء رفعها ووضع الميزان (7) ألا تطغوا في الميزان (8) وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان (9) والارض وضعها للأنام (10) فيها فكهة والنخل ذات الأكمام (11) والحب ذو العصف والريحان (12) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (13)) (الرحمن): الذي وسعت رحمته كل شيء. لما أراد سبحانه أن يعدد نعمه وآلاءه في هذه السورة قدم هذا الاسم ليعلم أن جميع نعمائه وأفعاله الحسنى صدرت من الرحمة التي شملت خلقه، وهو مبتدأ، وهذه الأفعال مع ضمائرها بعده أخبار مترادفة، وإخلاؤها من حرف العطف لمجيئها على نمط التعديد، وعد أول كل شيء نعمة الدين التي هي أجل النعم، وقدم منها ما هو في أعلى مراتبها، وهو تعليمه القرآن وتنزيله لأنه أعظم وحي الله منزلة، وهو مصداق الكتب الإلهية.

(١) ثواب الأعمال للصدوق: ص 144.
(2) أخرجه البيهقي في شعب الايمان: ج 2 ص 490 ح 2494 باسناده عن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 468 469 470 471 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»