تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٧١
ونيران في الآخرة. (ذوقوا) على إرادة القول (مس سقر) هو مثل قولهم: وجد مس الحمى، وذاق طعم الضرب، لأن النار إذا أصابتهم بحرها وشدتها فكأنها مستهم مسا بذلك كما يمس الحيوان بما يؤذي ويؤلم، و (سقر): علم لجهنم، من:
سقرته النار وصقرته إذا لوحته.
(كل شىء خلقناه) منصوب بمضمر يفسره هذا الظاهر، والقدر: التقدير أي:
خلقنا كل شيء مقدرا محكما مرتبا على حسب ما اقتضته الحكمة. (ومآ أمرنآ إلا وحدة) أي: كلمة واحدة سريعة التكوين (كلمح بالبصر) والمراد قوله: " كن ".
والمراد: أنا إذا أردنا تكوين شيء لم يلبث كونه.
(ولقد أهلكنآ أشياعكم) أشباهكم ونظراءكم في الكفر من الأمم الماضية (وكل شىء فعلوه) في دواوين الحفظة (وكل صغير وكبير) من أعمالهم مسطور عليهم مكتوب، أو: كل ما هو كائن من الآجال والأرزاق وغيرهما مكتوب في اللوح المحفوظ.
(ونهر) أي: أنهار، اكتفى باسم الجنس، وقيل: هو السعة والضياء من النهار (1). (في مقعد صدق) في مكان مرضي، وقيل: في مجلس حق لا لغو فيه (2) (عند مليك) أي: مقربين عند مقتدر، لا شيء إلا وهو تحت ملكه وقدرته.
* * *

(١) قاله الضحاك. راجع تفسير البغوي: ج ٤ ص ٢٦٦.
(٢) وهو قول الشيخ الطوسي في التبيان: ج ٩ ص ٤٦١.
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 473 474 475 476 477 ... » »»