بمعنى، والتلقيب المنهي عنه هو ما يدخل على المدعو به كراهة لكونه ذما له وشينا، فأما ما يحبه وما يزينه وينوه به فلا بأس به.
وفي الحديث: " من حق المؤمن على أخيه أن يسميه بأحب أسمائه إليه " (1).
وعن ابن عباس: أن أم سلمة ربطت حقويها بسبيبة - وهي ثوب أبيض - وسدلت طرفها خلفها فكانت تجره، فقالت عائشة لحفصة: انظري ما تجر خلفها كأنه لسان كلب، فهذه كانت سخريتها (2). وقيل: إنها عيرتها بالقصر وأشارت بيدها أنها قصيرة (3).
وقيل: إن صفية بنت حيي أتت رسول الله تبكي وقالت: إن عائشة تعيرني وتقول: يا يهودية بنت يهوديين، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " هلا قلت إن أبي هارون، وإن عمي موسى، وإن زوجي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) " فنزلت (4).
(بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) الاسم هنا بمعنى الذكر من قولهم: طار اسمه في الناس بالكرم أو باللؤم، أي: صيته وذكره، وحقيقته: ما سما من ذكره وارتفع بين الناس، كأنه قال: بئس الاسم المرتفع للمؤمنين بسبب ارتكاب هذه الجرائر أن يذكروا بالفسوق. وفي قوله: (بعد الايمن) ثلاثة أوجه: أحدها:
استقباح الجمع بين الإيمان والفسق، كما يقال: بئس الشأن بعد الكبر الصبوة.
والثاني: أن يكون المعنى: بئس الذكر أن يذكر الرجل بالفسق بعد إيمانه، وذلك أنهم كانوا يقولون لمن أسلم من اليهود: يا يهودي يا فاسق، فنهوا عنه، وتكون الجملة