تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٤
الله مولى الذين ءامنوا وأن الكفرين لا مولى لهم (11) إن الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصلحت جنت تجرى من تحتها الانهر والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعم والنار مثوى لهم (12) وكأين من قرية هى أشد قوة من قريتك التى أخرجتك أهلكنهم فلا ناصر لهم (13) أفمن كان على بينة من ربهى كمن زين له سوء عمله ى واتبعوا أهوآءهم (14)) (إن تنصروا) دين الله (ينصركم) على عدوكم (ويثبت أقدامكم) في مواطن الحرب، أو: على محجة الإسلام. (والذين كفروا) مبتدأ (وأضل أعملهم) عطف على الفعل الذي هو الخبر، وانتصب به (تعسا) أي: فقضي تعسا لهم، أو: فقال: تعسا لهم أي: أتعسهم الله فتعسوا تعسا، ونقيض " تعسا له ": لعا له، قال الأعشى:
فالتعس أولى لها من أن يقال لعا (1) والمراد: فالعثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت، وعن ابن عباس: يريد في الدنيا القتل وفي الآخرة التردي في النار (2). (ذلك بأنهم كرهوا) القرآن و (مآ أنزل الله) فيه من الأحكام، لأنهم قد ألفوا الإهمال فشق عليهم التكاليف. قال الباقر (عليه السلام): " كرهوا ما أنزل الله في علي (عليه السلام) " (3).
(دمر الله عليهم) أي: أهلكهم، ومعناه: دمر عليهم وأهلك ما اختص بهم من أنفسهم وأولادهم وأموالهم (وللكفرين أمثلها) الضمير للعاقبة المذكورة، أو:

(١) وصدره: بذات لوث عفرناة إذا عثرت. والبيت من قصيدة يمدح بها هوذة بن علي الحنفي، ويثني على من عزم زيارته. راجع ديوان الأعشى: ص ١١١.
(٢) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٣١٩.
(٣) تفسير القمي: ج ٢ ص ٣٠٢.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»