تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٧
أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صلحا ترضاه وأصلح لى في ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين (15) أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سياتهم في أصحب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون (16)) البدع: البديع، وهو مثل الخف بمعنى الخفيف، أي: (ما كنت بدعا من الرسل) فآتيكم بكل ما تقترحونه من الآيات، وأخبركم بكل ما تسألون عنه من المغيبات التي لم يوح بها إلي، فإن الرسل ما كانوا يأتون من الآيات إلا بما آتاهم الله، ولا كانوا يخبرون من الغيوب إلا بما أوحاه إليهم (وما أدرى) ما يفعله (الله بى ولا بكم) فيما يستقبل من الزمان، وما يقدره لي ولكم من أفعاله وقضاياه، وقيل: وما أدري ما يصير إليه أمري وأمركم في الدنيا، ومن الغالب منا والمغلوب (1)، ووجه الكلام: ما يفعل بي وبكم، لأنه مثبت غير منفي، ولكن النفي في " ما أدري " لما كان مشتملا عليه لتناوله " ما " وما في حيزه صح ذلك وحسن، و " ما " في (ما يفعل) يجوز أن يكون موصولة منصوبة، وأن يكون استفهامية مرفوعة.
(قل أرءيتم إن كان من عند الله) جواب الشرط محذوف، والتقدير: إن كان القرآن من عند الله (وكفرتم به) ألستم ظالمين؟ ويدل على هذا المحذوف قوله:
(إن الله لا يهدى القوم الظلمين)، والشاهد من بني إسرائيل عبد الله بن سلام، لما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة نظر إلى وجهه وتأمله، وسأله عن مسائل ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، وتحقق أنه النبي المنتظر فقال: أشهد أنك رسول الله حقا، ثم قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، وإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني

(1) قاله الحسن البصري، راجع تفسيره: ج 2 ص 283.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»