تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٠
لغتان، وانتصب على الحال أي: ذات كره، أو: على أنه صفة للمصدر أي: حملا ذا كره (وحمله وفصله ثلثون شهرا) أي: ومدة حمله وفصاله ثلاثون شهرا، وقرئ: (وفصله) (1)، والفصل والفصال في معنى الفطم والفطام، والمراد: بيان مدة الرضاع لا الفطام. ولكن عبر عنه بالفصال لما كان الرضاع يليه الفصال وينتهي به، وفيه فائدة وهي: الدلالة على الرضاع التام المنتهي بالفصال ووقته. وبلوغ الأشد: أن يكتهل ويستوفي السن التي يستحكم فيها قوته وعقله وتميزه، وذلك إذا أناف على الثلاثين وناهز الأربعين، وعن ابن عباس وقتادة: ثلاث وثلاثون سنة (2)، ووجهه أن يكون ذلك أول الأشد وغايته الأربعين، وذلك وقت إنزال الوحي على الأنبياء (رب أوزعنى) أي: ألهمني، والمراد بالنعمة التي استوزع الشكر عليها: نعمة الدين (وأصلح لى في ذريتى) سأله سبحانه أن يجعل ذريته مظنة للصلاح، كأنه قال: هب لي الصلاح في ذريتي، وأوقعه فيهم. (وإنى من المسلمين) المنقادين لأمرك.
وقرئ " يتقبل " و " يتجاوز " و " أحسن " بالرفع (3)، و (نتقبل) و (نتجاوز) بالنون و (أحسن) بالنصب، و (في أصحب الجنة) من نحو قولك: أكرمني الأمير في ناس من أصحابه، تريد: أكرمني في جملة من أكرم منهم ونظمني في عدادهم، وهو في محل النصب على الحال على معنى: كائنين في أصحاب الجنة، معدودين فيهم. (وعد الصدق) مصدر مؤكد لأن قوله: (نتقبل عنهم) وعد من الله لهم بتقبل أعمالهم، وبالتجاوز عن سيئاتهم.

(١) قرأه الحسن والجحدري. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 140.
(2) حكاه عنهما الطبري في تفسيره: ج 11 ص 284.
(3) قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم برواية أبي بكر عنه. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 597.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»