تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٤١
وقرئ: (والساعة) بالرفع والنصب (١). فالرفع محمول على موضع (إن) وما عملت فيه، والنصب على لفظة (إن)، و (لا ريب فيها) في موضع الرفع، (ما الساعة) أي: وأي شيء الساعة (إن نظن إلا ظنا) والأصل: نظن ظنا.
ومعناه: إثبات الظن، فأدخل حرف النفي وحرف الاستثناء ليفيد إثبات الظن مع نفي ما سواه، وزاد نفي ما سوى الظن تأكيدا لقوله: (وما نحن بمستيقنين).
(وبدا لهم) أي: ظهر لهم (سيئات ما عملوا) أي: قبائح أعمالهم، أو:
عقوبات سيئاتهم كقوله: ﴿وجزاء سيئة سيئة مثلها﴾ (2).
(اليوم ننساكم) أي: نترككم في العذاب كما تركتم عدة (لقآء يومكم هذا) وهي الطاعة، أو: نجعلكم بمنزلة الشيء المنسي الذي لا يبالي به كما لم تبالوا بلقاء يومكم هذا، وإضافة " اللقاء " إلى " اليوم " كإضافة " المكر " في قوله: (بل مكر الليل والنهار) (3) أي: نسيتم لقاء الله ولقاء جزائه في يومكم هذا. (ذلكم) المفعول بكم (بأنكم اتخذتم) بسبب استهزائكم بآيات الله واغتراركم بالدنيا (ولا هم يستعتبون) ولا يطلب منهم أن يعتبوا ربهم أي: يرضوه.
(فلله الحمد) فاحمدوا الله الذي هو ربكم ورب كل شيء من السماوات والأرض والعالمين وكبروه، فقد ظهرت آثار كبريائه في الجميع، فإن مثل هذه الربوبية الشاملة العامة توجب الثناء والحمد والتكبير والتعظيم على المربوبين.
* * *

(١) وبالنصب قراءة حمزة وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٥٩٥.
(٢) الشورى: ٤٠.
(3) سبأ: 33.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 343 344 345 346 347 ... » »»