تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٥١
(والذي قال لوا لديه أف لكمآ أتعداننى أن أخرج وقد خلت القرون من قبلى وهما يستغيثان الله ويلك ءامن إن وعد الله حق فيقول ما هذآ إلا أسطير الاولين (17) أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خسرين (18) ولكل درجت مما عملوا وليوفيهم أعملهم وهم لا يظلمون (19) ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون (20)) (الذي قال) مبتدأ وخبره: (أولئك الذين حق عليهم القول) والمراد بالذي قال الجنس القائل ذلك القول، ولذلك جاء الخبر بلفظ الجمع، و (أف) كلمة تضجر، واللام للبيان، معناه: هذا التأفيف (لكمآ) ولأجلكما خاصة دون غيركما (أتعدانني أن أخرج) أي: أبعث وأخرج من الأرض (وهما يستغيثان الله) يقولان: الغياث بالله منك ومن قولك (ويلك) دعاء عليه بالثبور، والمراد به التحريص على الإيمان لا حقيقة الهلاك. (إن وعد الله) بالبعث والجزاء (حق فيقول) في جوابهما: (ما هذآ) القرآن أو الذي تدعونني إليه (إلا أسطير الأولين) سطروها وليس لها حقيقة.
(في أمم) مثل قوله: (في أصحب الجنة) (ولكل) من الجنسين المذكورين (درجت) على مراتبهم ومقادير أعمالهم من الخير والشر، أو: من أجل أعمالهم الحسنة والقبيحة، وإنما قال: " درجات " وقد جاء: " الجنة درجات والنار دركات " على وجه التغليب؛ لاشتمال كل على الفريقين. (وليوفيهم) تعليل معلله محذوف لدلالة الكلام عليه، كأنه قال: وليوفيهم أعمالهم ولا يظلمهم
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»