تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٦
افتريته) على سبيل الفرض عاجلني الله لا محالة بعقوبة الافتراء عليه (فلا تملكون) دفع شيء من عقابه عني، فكيف أتعرض لعقابه؟! يقال: فلان لا يملك إذا غضب، ومثله: ﴿قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم﴾ (1)، ثم قال: (هو أعلم بما تفيضون فيه) أي: تندفعون فيه من القدح في وحي الله والطعن في آياته (كفى به شهيدا بينى وبينكم) يشهد لي بالصدق والبلاغ ويشهد عليكم بالكذب والجحود، ومعنى ذلك (2) العلم والشهادة وعيد بمجازاتهم (وهو الغفور الرحيم) وعد بالرحمة والمغفرة إن رجعوا عن الكفر وتابوا وآمنوا، وإشعار بحلم الله عنهم مع عظم ما ارتكبوه.
(قل ما كنت بدعا من الرسل ومآ أدرى ما يفعل بى ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلى ومآ أنا إلا نذير مبين (9) قل أرءيتم إن كان من عند الله وكفرتم به ى وشهد شاهد من بنى إسراءيل على مثله ى فامن واستكبرتم إن الله لا يهدى القوم الظلمين (10) وقال الذين كفروا للذين ءامنوا لو كان خيرا ما سبقونآ إليه وإذ لم يهتدوا به ى فسيقولون هذآ إفك قديم (11) ومن قبله ى كتب موسى إماما ورحمة وهذا كتب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين (12) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (13) أولئك أصحب الجنة خلدين فيها جزآء بما كانوا يعملون (14) ووصينا الانسن بوالديه إحسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصله ثلثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن

(١) المائدة: ١٧.
(2) في بعض النسخ: " ذكر ".
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»